موقع الطريقة الشاذلية الدرقاوية
التسلسل
الطريق والنهج الشاذلي
بسم الله الرحمن الرحيم


الطريق أوله التوبة ، الطريق منك إليه.. الطريق هو النهج.
فالطريقة الشاذلية هو الاسلوب.، النهج، الأوراد التي ذكّر بها سيدي أبا الحسن الشاذلي قدس الله سره..
طريقته أي نهجه واسلوبه وأذكاره وأوراده التي كان يذكرها فنذكرها فننهج ذاك المنهج.
لكن لا يتدخل في العقائد ولا بالأحكام فنحن على السنة ،عقيدتنا على السنة ونهجنا على السنة.
هذه الطريقة أي الاسلوب، الأوراد التي تذكرها. ماذا يذكر السيد أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه نذكر على نفس النهج ونفس الطريقة ونفس الاسلوب .. الغاية من الطريق التعرف على الله والمعرفة على أنواع (على كل واحد أن يفهم هذه الكلمات) :
١- معرفة عقلية استدلالية، بالحجة والبرهان.
٢- معرفة قلبية ذوقية بعد الذكر ودخول الطريقة
٣- ومعرفة شهودية عرفانية وجدانية لأنه لو غاب عنهم لحظة لماتوا.
هذا بالشهود والعيان
فالمعرفة العقلية من الأحكام
صف ثاني أعلى معرفة قلبية
صف أعلى معرفة شهودية
و إذا شهدت المحبوب فقط أم تفنى في المحبوب !؟
لذلك الفناء أن لا تبقى أنت ، وكل مقام فيه فناء
التوبة فيها فناء كما ذكرنا في الاسبوع الماضي والإنابة فيها فناء... فتوبة العامة غير توبة الخاصة ، غير توبة خاصة الخاصة. والإنابة هي أشد من التوبة .. وأنيبوا ...ارجعوا، إذاً في الأساس أنتم كنتم عنده ومنه وإليه وبه . لا إله إلا أنت..
أنيبوا ..ارجعوا إليه .. عندما تتعرف على مولاك تقول له هذا أنت أعرفك من قديم ولا أدريك!! من شدة قرب الخفى والنفس حجاب..و النفس حجاب ، فإذا عرفته وشهدته هل ترضى بالمعرفة أم تريد الوصل ؟! وهل يكفيك الوصل ؟! ماذا تريد من محبوبك ؟! آه .. إذا كان فقط تريد من محبوبك النظر فأنت محروم الوصل! وإذا فنيت به لم تبق أنت...فلا تنكر على من قال ( يا حبيبي ) ..ف(يا) للبعد، المحب الذي يحب أكثر، قال (حبيبي).
ورد في الحديث قالها من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك - أخطئ من شدة الفرح.
هل مزج قلبك فقط في الحب، هل مزجت نفسك وذاتك ووجودك. فإذا مزجت كلك من يبق منك هو الباقي .
إن كان في بعض كلام القوم عبارات لم يفهمها الفقهاء .فسنفسرها لهم في الشريعة والحقيقة والحال والذواق لأن الشيخ هو الذي يذوق وليس فقط يشوق.
لكن من وضع كأسه هكذا مقلوبة لو صببت فوقه المحيط لا يشرب أية نقطة .
نبي الله موسى قال للخضر عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام (هل أتبعك؟) فتخلى عن علمه وعن كل شيء وطلب من استاذه التعليم ..(هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)
المريد من فنيت إرادته في إرادة شيخه، المريد من أراد الحق ، المريد يجاهد نفسه حتى يصبح مُراد ، وشتان ما بين المريد والمرِاد. هذه الأنا هي الحجاب ، هذه الأنا هي النجاسة التي يجب أن يطهرها .. يجب أن يغتسل من جنابة الغفلة ويغتسل من وجوده ويغتسل من كليته حتى يصبح أهلاً لمحبوبه وإلا كيف يأتي إلى محبوبه وسخ ..كيف يأتي إلى محبوبه وعليه أدران الغفلة ويفكر في غيره ..لا يقبله .سيقول له أنت تريد غيري ..متى أردتني نظف حالك وتعال !
إذاً لا بد أن تطهر نفسك من جنابة الغفلة ..من كثرة الذنوب ..من الوجود ثم تتوجه إلى المحبوب.
التحيات المباركات الطاهرات الزاكيات لله السلام عليك أيها النبي ..حياه بالسلام ..لم يقل (يا)..بل أيها النبي ..أي للقرب. .و رحمة الله وبركاته والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . أتنكرون على العارفين وأنت في كل صلاة أتعرف ما تقول من المعرفة (إياك نعبد وإياك نستعين) وتخاطبه بخطاب الشهود. وأين الغير؟! ، وهل للغير محل ، وهل للسوى وجود !؟ . أصحاب الفقه يقولون هو واجب الوجود ..واجب الوجود جل وعلا ، فهل تستطيع أن توجب لي وجود غيره ؟! باقي الوجودات كلها من وجوده ..عبيده ، القائمين بذواتهم أم قائمين بالله؟! لا إله إلا الله . الدين كله تحت هذه العبارة : لا إله إلا الله ، على قدر التخلي وقدر النفي يكون الاثبات . فحطم هذه الأصنام من قلبك حتى تثبت الحق . الله .
إذاً هذا الطريق لابد لك فيه من دليل ، الدليل هو الشيخ الوارث المحمدي، سلك الطريق ثم عاد ليخبر القوم بما استفاد .
سلم لأناس قد سلكوا سبل الاحسان وماتاهوا
هل تستطيع أن تذهب من حلب إلى دمشق من دون طريق؟! ..إن وضعناك في طريق هل ستعرف المشي وحدك ، إذاً لابدك لك من طريق ..ولا بد لك من دليل ..في طريق مظلم ومعتم لا بد لك من شمعة.. من بيل .. من ضوء ...و الأعمى لا يقود عميان ...ابحث عن شخص مفتح حتى يوصلك إلى الله ..حتى يشعلك عن خبائث نفسك وكمائن رغباتك وشهواتك ويعينك على تزكية نفسك.. وهل تحسب أن البيل يشعل في الطريق ؟! البيل يشتعل فيك .
فإذا عرفته هل ترضى بغيره؟! وهل تأنس بغيره؟
قال سيدنا علي رضي الله تعالى عنه وسيدنا عمر رضي الله لأويس القرني رضي الله تعالى عنه : آنسنا بك. فقال لصحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم الجليلين والمبشرين بالجنة: عجبت لمن يعرف ربه ويأنس بغيره. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر وسيدنا علي رضي الله عنهما : إذا رأيتماه فاطلبوا أن يدعو الله لكما بالمغفرة . وهما المبشران بالجنة . من أين يطلبان؟؟! من عجبت لمن يعرف ربه ويأنس بغيره . هل تعرف ربك؟! لذلك من علامة الإفلاس الاستئناس بالناس.. ولا يعني الاستئناس بالله أن تترك الناس وإنما أن تشهد الحق في الخلق. فألسنة الخلق أقلام الحق .فتراه في المنعم وكل عبيد الله يقول لك الحكمة .الحسن والجيد يقول لك كن مثلي . والسيء والعاصي يقول لك إياك أن تكن مثلي.. هذا أقامه في الطاعة وهذا أقامه في المعصية .. حال الإنسان لا يخلو من ثلاث: في نعمة وطاعة فليحمد الله، في معصية ومحنة فليتب وليرجع إلى الله، وكثير من يقع في الذنوب وهو لا يعلم . . وهو لوجود الأنا. لو عندنا حلة حليب بقدر هذا الجامع ..عصرة ليمون أو نقطة دهن تفقس الحليب ويصبح قريشة . إياك أن تصبح قريشة! وجود النفس تجعلك تفقس أعمالك وأفعالك كلها . إياك يفقس حليبك! الأعمال أشباح وروحها سر الإخلاص فيها .. بوجود الأنا تصير قريشة وتفقس. اسمع قوله جل وعلا : (فمن يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشرك الخفي كدبيب نملة سوداء على صخرة ملساء في ليلة ظلماء) من يراها ويسمعها ويحس بها .. تب قبل ان يفوت الأوان ..هذا يتوب من الغفلة .. وهذا يرجع إلى الله من التلفاز والمعاصي والقيل والقال ..هل القيل والقال تبعد الناس عن الله أم تقربهم إلى الله ؟! حال الصدق غير قال الصدق .. حال الحب غير مدعي الحب ..حال الإخلاص غير المرائي .قالوا لي يا شيخ كيف تعرف تلاميذك؟ ..فقلت من سلامه وحرارة يده وعينه وسمته... يدي تجز نبضه فورا واعرف ان كان أديباً أم لا !
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . ارجع إلى الله بإخلاص ، إذاً هذا يتوب عن الكبائر وهذا يتوب عن الصغائر وهذا يرجع.. وهذا يتوب إذا بقي شيء من وجوده ولم يفنى في محبوبه .و سألني أحدكم في قلبه ماذا بعد الفناء ..ما بعد الفناء البقاء .. البقاء بالله والتمسك بالشرع المحمدي هو حال الرجال الكمل ..التمسك بالمقام المحمدي الملك المحمدي أي التمسك الكامل بالشريعة المحمدية لأن الاتباع الكامل يكمل والاتباع الناقص ينقص .